Shakira

مجموعة قصص قصيرة نشر معظمها في جسد الثقافة مابين 2003-2005

الأحد، محرم ١١، ١٤٢٦

أخرج يا عدو الله




- اقتربي مني ..لا تخافي ....!رقدت كفه اليمنى على مفرقها وأخذت شفتاه تمتمان بشيء ما ..!يشتعل جسدها من قراءته فتنتفض .. يتوقف عن التمتمة ..- هل تشعرين بشيء ما ياابنتي؟- أجل ..نيران تضطرم في جسدي ..- أريني ! اين ..؟تشير بيدها الى رأسها الصغير ..تتحسس عنقها بأصابعها تنزلق اصابعها فوق الجسد المرتجف .. ثم تتكوم وهي تشير الى ساقيها !- هنا يا سيدي ..- لا تخافي... هذه الحرارة ناتجة عن احتراق الجني في جسدك ....!سيحترق ويموت وتشفين بإذن الله !تحدق في الغرفة الحقيرة بعينيها الخائفتين ..ترقب سيدها من خلف برقعها .. تتأمل يده الكبيرة وأظافره المتسخة ..تتنقل ببصرها بين اصابع الشيخ وأصابع سيدها ..! يا إلهي .. كالفرق بين البلورة وكومة قطن مبتلة !نظر الشيخ الى سيدها ويده ما تزال تغفو فوق رأسها المكدود !- منذ متى وهذا الصداع يأتيها ..؟ يتحسس سيدها لحيته الكثة ، ويبدأ الكلام في التطاير ما بين اسنان صفراء ورائحة .. -والله ياشيخ لا ندري ..لم نترك طبيبا مازرناه ..اخذناها الى كل الأطباء ..يقولون ان نوبات الصداع القاتلة عرضية وليست مرضية !يواصل وقد تناثر صوته في هدوء المكان ونفرت عروق رقبته ..-احيانا كالسعلوة تصرخ في منتصف الليل .. تطرد عن جفنيّ النوم .. يلتفت اليها الشيخ فتنتبه الى ان ثوبه نظيف جدا وياقته نظيفه ..في يده اليسرى منديل .. تنفذ الى انفها رائحة هادئة لم تعهدها من قبل ..- أخبريني يا ابنتي عن نوبات الصداع ...متى يأتيك ...؟يتسلل نشيجها من خلف برقعها وذراعيها معقودتان حول ساقيها المضمومتين و...-يأتيني في كل الأوقات ، لا يرحمني ، يأتيني في المباحات والمحظورات ، يأتيني صبحا وفي القيلولة ، أحيانا يوقظني من نومي ليأتيني !يفتتني ، يكويني ، يحيلني الى كومة حديد منصهرة ,, لا يعرف كيف يأتيني .. لايستأذن ولا يسلم ، لا يبتسم ولا يتكلم ..وحش لا يرحم .. لا يغتسل ولا يتطيب !!- الصداع يا ابنتي ؟؟- لا يا سيدي ..انه الجني !يصرعني ويخترقني برمح حاد لا يرحم ..مللت ..تعبت !تشير بيدها الى رأسها .. يضرب الشيخ رأسها بقبضته فتغيب عن الوعي !يعلو صوت الشيخ على صوت نشيجها الذي لا يسمعه احد والزبد الذي يخرج منها ولا يراه أحد ..- اخرج يا عدو الله ..اترك هذه المرأة فقد خرجت من ضلع أعوج لتعيش ..!اخرج لا بارك الله في رمحك ولا وتدك !اترك عنك هذه الواحة التي استحالت بك صحراء جرداء لا طير ولا غناء ولا ماء !بأي ذنب قتلت فيها الأخضر واليابس !اخرج ..!

© شاكي Shaki