Shakira

مجموعة قصص قصيرة نشر معظمها في جسد الثقافة مابين 2003-2005

الأحد، محرم ١١، ١٤٢٦

أعواد الملوخية




أعواد الملوخية
صامتة معظم الوقت .. وعندما ينفرج فمها الصغير ، تنبعث منه طرفة أو ضحكة رقيقة .. لم أسمعها يوما تنتقد امرأة ، أو تشتم أحدا ولا حتى كلباً .. أو على الأقل تعتب على القَدَر الذي جاءَ بها أنثى برقم 13 في قلب عائلة فقيرة !لم ألتفتْ لتعليقاتِ الأخريات حول سلوكها .. ولم أتورط في همساتهن وتلميحاتهن حول خروجها من شقتها بعد الغروب في سيارة ليموزين وعودتها إليها مع طلوع النهار !كانت تنتزع الشعر الخفيف من ساقيها أمامي وأنا ارقب هدوءها المثيركدتُ اتورط في سؤالها " لماذا أنت حريصة دائما على ان تكون ساقيك ناعمتين ..؟"لكنني تثاقلت عن السؤال !كن يتضاحكن ويتغامزن ويتحدثن " عادت تلك القـ .. بة وراحت تلك الشـر ... طة ! "كلمات تتناثر في أحاديث اعتدت عليها.. صارت أشبه بأوراق الملوخية المتناثرة فوق سماط كبير ومن حوله نساء الحي .. يوما ما سأصير عارية كعود ملوخية .. قلت ذلك في نفسي !بصراحة مع الوقت لم أعد اشعر بتلك القشعريرة التي تصيبني كلما بدأن الخوض في أعراض بعضهن !عندما عادت في العاشرة كدت أسألها : "من هذا الوسيم الذي نزلتِ من عربتهِ ..؟"تذكرت! قالت مرة بأنه خطيبها .. وقلت بيني وبين نفسي : " لا يمضي شهر حتى يتغير شكله تماما .. كأنه شخص آخر !" نمت وأنا أفكر في أن أقطف معهن عيدان الملوخية ضحوية غدٍ !!

© شاكي Shaki