Shakira

مجموعة قصص قصيرة نشر معظمها في جسد الثقافة مابين 2003-2005

الاثنين، صفر ١٨، ١٤٢٦

غالية






ما تزال قطرات الماء تتصبب من خصلات شعرها وجسدها نصف العاري مخبوء خلف باب الحمام الموروب ..
سحبت فوطتها الأخرى ثم انحنت برأسها الى الأمام ليتدلى منه شعرها الطويل ..
لفته بالفوطة ودعكته بقوة لتمتص منه الماء .. كان عليها أن تنجز حمامها سريعا قبل وصول زوجها من سفره..
هذه المرة رفعت رأسها بقوة الى الخلف وبذلت جهدا في تثبيت فوطتها فوق رأسها
الفوطة والأقراط التي تدلت على جانبي الرأس الجميل صنعت مشهدا مثيرا ..

لمحت قدميه عند عتبة الباب فافترت شفتيها عن ابتسامة شهية ..
صاحت دون ان تلتفت الى النافذة الصغيرة الملتصقة بسور بيت الجيران : يا هلا ..!
دنت منه وحدقت في وجهه وصاحت مرة أخرى
- حبييييبي ..
كررتها مرات ومرات وهي تلثم وجنتيه بشفتيها الرطبتين وصوتها يعلو أكثر فأكثر
- حبيييييبي عمري .. تأخرت عليك ..!
- جائع حبيبي ؟؟؟ سألته مرارا
وقبلته مرة ثم مرة ثم مرة !
ثم في حنان أعادت الكرة تلو الكرة !
ضمته الى صدرها في ضراعة وكأنها تعتذر اليه عن غيابها الطويل في حمامها !
سحبته لصدرها الوسادة وضمته ، ثم عطرت رئتيها بشيء من عبير شعره الغزير واتجهت معه نحو المطبخ..
فتحت علبة النيدو وشرعت تصنع له الحليب بينما كان ينظر اليها جزلا من فوق كرسيه الصغير !
كان رضيعها يشرب الحليب وتشرب الفرح من عينيه !

في اليوم التالي كان الحي يتهامس بحكاية (غالية) التي تلتقي كل يوم بعشيقها في الحمام وزوجها غائب !



© شاكي Shaki