Shakira

مجموعة قصص قصيرة نشر معظمها في جسد الثقافة مابين 2003-2005

الأحد، محرم ١١، ١٤٢٦

خروف العيد




لـ غواية .. أرأيتِ كم يسرقون الطفولة ..**

تقول أمى أن الحمى الشوكية تتربص للصغار عند عتبة الباب . لم أقتنع بشراسة هذه الحمى إلا

بعد أن اختفت "ريم" من شارعنا ولم تعد تلعب معى !يقولون أن الحمى خطفتها من بيننا ، مع أن "رنا" تقول أن حاجا سرقها وخبأها بين

أمتعته !خروف العيد يطل برأسه وكأنه يحذرنى من الخروج في هذه الساعة ولكن لابأس يا خروفي .. دقائق وأعود .. "رنا" سألتنى عن


ثوب العيد .. سأريها إياه وأعود.المصباح الوحيد في الشارع نبهنى الى شبح انسان قادم من بعيد ، لعله أبي .ركضت نحوه .. أمسكت بيده

لكن بعد فوات الأوان .. ليست في رقة يد أبي !لا فائدة . كأن معصمى سقط في قبضته . لم يقل شيئا ولم أقل شيئا . هل هذه هي الحمى

الشوكية التى نبهتنى منها أمي . لم تقل ان قبضة الحمى بهذه الضراوة . يدي تؤلمنى وأظننى خائفة. إلى أين يأخذني ؟ هذا ليس شارعنا .

انه شارع آخر وبلا مصابيح والبيوت فيه خرساء جدا . لماذا لا يتكلم هو الآخر؟ معصمي يتحرر من قبضته . أصابعه تتحسس ظهرى ثم

تجبرنى على الجلوس . لا لن أجلس على هذا السجاد القذر سيتسخ ثوب العيد. أمي ستغضب .ما هذا الشيء الذي يحاول أن يدسه بين

أصابعي ؟هل سيصيبنى بالحمى الشوكية ؟ معك حق يا خروفي !صامت لا يتكلم وأنا خائفة. هل أتوسل اليه ؟ ربما لا يفهم العربية سأبتسم

ليفهم . ابتسمت في وجهه فأبتسم لي . أريد أن أذهب للحمام . بسط كفيه ثم ضمهما قليلا وقال : بولي هنا ..! وقح ؟ قلت ذلك دون أن

يسمعنى . لا استطيع ، دعنى أذهب للحمام وأعود.أمسك بأصابعى و مررها على ذلك الشيء . كان مقززا وصلبا لكننى ابتسمت . ضغط

على أصابعى أكثر . آلمتنى أصابعى فابتسمت أكثر . هل أنت سعيدة ؟ أجل . هل سـتتركنى أذهب للحمام ؟ أفلتنى أخيرا . فتحت الباب دون

أن ألتفت خلفي . كنت أركض أركض أركض !
© شاكي Shaki