Shakira

مجموعة قصص قصيرة نشر معظمها في جسد الثقافة مابين 2003-2005

السبت، صفر ٣٠، ١٤٢٦

قربعات












1

أناديه بـ " يا سيدي " رغم انه يكبرني بـ أربعة أعوام فقط ..!
أشعر ان أمي تدنى الأطباق الى يديه عندما نجلس معا على المائدة فأكتفى بما تجود به مؤخرة المائدة ..!
أحيانا أواصل في المطبخ ..!
- فين الشاهي ؟
- سويه لنفسك ..!
تنهرني أمي " عيب يا بنت ..هادا أخوكي .. سويلو الشاهي"
- اشمعنى ؟
- أخوكي سيد البيت .
- بس بابا عايش !
- حيصير بعد عمر طويل ..
أتوسل لأبي في وحدتى بالشرفة : " لا تمت يا بابا" . *







2

قلبت خزانتي و سريرى وأشيائي .. قلبت كل البيت .. سألت الخادمة ثم سألت أمي :
- ما شفتي نوتتي ؟
- كيف شكلها ..؟
- لونها زهري وحوافها بيضاء .
- كأني شفتها في يد أسامة !
- هادا الولد ما يبطل يفتش في أشيائي !

أسقط في يدي فانخرطت باكية ، تربت أمي على كتفي
- معليه يا بنتي يخاف عليكي ..

" ... من ايه ؟؟؟؟؟؟؟؟ " .







3

- سيدي ممكن التلفون ؟
- ليش ؟
- أكلم صاحبتى ..
- اسمها ايه ؟
- مريم
- بعدين
- أسألها عن واجب أمس .. دقيقتين ما أطول !
يحرر سماعة الهاتف من قبضته و يتنحنح
- طيب يا أسعد أكلمك كمان شوية ..
يناولنى سماعة الهاتف .. أضعها على أذني لأتصل .. يأتيني صوت ناعم
- اسامة اسامة ما قلت لي متى أسمع صوتك تاني ؟







4

أمي تحمل صينية افطار ملوكي الى غرفة أسامة .. تضعها عند الباب بعد أن تنقره عدة مرات ..!
يفتح الباب .. يمد رأسه يمنة ويسرة ثم يحمل الصينية الى الداخل ..
منذ أيام وصديقه هذا يزوره ويختلي به الى ما قبل الظهيرة .. أحاول أن اتلصص عليهما لأسمع صوته دون فائدة ..
- من صديقك هذا ؟؟
- ليه تسألي ؟
- بس أبغى أعرف يعني ..
- والله عال ..انتي ايش يخصك ؟ أما بنات !
تنظف سومارني غرفتى وتتهيأ للكلام كعادتها وليس لي الا أن اتصنع الإصغاء ..
- هادا صديق مال اسامة مرة حلو .
قفزت من سريري ...
- انتي شوفتيه !
- هادا أعطيني بكسيس كمان .
- كيف شكلو؟
- شعر طوووويل أصفر.. مرررررة حلو.. هادا عيون بنى ..رموش طويل .. فستان حلو كتير!
- ايييييييش ! عيدى الحكاية أشوف وبشويش بشويش يا سومارني !
- فيه بكسيس ؟




5

تلعثمت الكلمات على فمي وأمي توضب سريره و تناولنى منفضة السجائر لأنفض ما فيها في سلة القمامة ..
الاحقها من ركن الى ركن ثم ...
- ماما ..انت عارفة مين هو صديق أسامة ؟
- انتي ما تبطلي لقافة يا بنت ! قالتها بحدة جعلتني اتردد في مفاتحتها ..
- مو لقافة .. سومارني قالت لي ان ....
- اسكتى يا بنت .
لم تدعنى أكمل .. رأيت تحذيرا يشتعل في عينيها لكننى تماديت .. كأنما أردت أن أنتقم من شيء ما لا اعرف ما هو ..
- يعنى انتي عارفة ؟؟؟
- ايوة عارفة ! قالتها بعين دامعة .
سقطت منفضة السجائر من يدي .. لم أتوقع ان تصيب رميتي فيها مقتلا !
ركعت على ركبتي ألثم يدها التى توارت رعشة وكأنني أعتذر
- انا عارفة من زمان
- وليه ساكتة ؟
- ايش تبغيني أسوي ؟
- تمنعيه
- هو ولد ..
- وهي بنت !
- هو ولدى .. مالي شغل في بنات الناس !
- اعتبريها بنتك .. اعتبريها أنا ..!
- فال الله ولا فالك ..!
وبكيت بحرقة في ذلك النهار .





6

كانت حقائب السفر على أهبة الإستعداد على حافة الباب وكنا في انتظار السائق ليحملنا معها الى المطار
لم نتوقع عودته مبكرا من ملعب الكرة
قال لأمي وهو ينظر الي غاضبا : لم يخبرني أحد بموعد السفر .. على فين انشاء الله ؟
قالت أمي مستنكرة : كعادتنا كل سنة ..لم هذا السؤال ؟
وضع يده على حافة الباب اليمنى كمن يسد فتحة الباب بيده وقال : كل سنة تسافروا لمصر .. ايش عندكم هناك ؟
- عندنا عطلة الصيف وأبوك ينتظرنا هناك
نظر الي بقوة هذه المرة وقال : وهذه البنت ليش تروح معاكم؟
- أجل تقعد مع مين؟
- تقعد معاكي هنا
- تقصد ما نسافر
- مو ضروري تسافروا كل سنة
- من متى ده الكلام ؟؟
- من دحين

وصفعته أمي
كانت الصفعة الأولى من أمي ولم تكن الأخيرة





© شاكي Shaki