Shakira

مجموعة قصص قصيرة نشر معظمها في جسد الثقافة مابين 2003-2005

الأربعاء، صفر ٢٧، ١٤٢٦

صعود للأعلى

بيدين مرتعشتين صعدت السلم الخشبي إلى العلية . ثمة ثياب طفولية في الأعلى أعادها
الى ذاكرتها بطن ابنتها المتكور . كم انتظرت هذا الحدث المبهج أعواما.
بعد عدة أشهر ستصبح جدة !

لم تعد بنفس قوتها في شبابها لكن حنينها لملامسة تلك الثياب الصغيرة يحفزها للصعود .
بقيت سلمة واحدة وتصل .

ثمة ثياب قطنية مطرزة .. وجوارب صوفية .. مفارش صغيرة .. لفائف وأغطية .. ياقات
صغيرة ملونة ... وحزام عريض للبطن .. دبابيس ملونة .. دب صغير و صفارة وألعاب تطل
برأسها و تختلط بصندوق الذكريات في رأسها .
دوار خفيف يعبث برأسها قبل ان تواصل تقليب محتويات الحقيبة الجلدية .

فتحت صندوقا فانبعثت منه موسيقى هادئة سرعان ما انصهرت مع صرخة قصيرة من فمها
بعد أن لامست أصابعها جلد الثعبان الأملس ثم ارتطام قوى .

آاااااااااااااااااااااااه

لم يستجب جسدها النحيل لمحاولات الأطباء في إنعاشه . كان غارقا في غيبوبته بعد كسور
متعددة في الجمجمة والعمود الفقري .
- هل ستطول غيبوبتها يا دكتور..؟
- كانت السقطة قوية جدا . نحن قمنا بما في وسعنا والباقي بيد الله .

لا احد يعلم مالذي كانت تفعله في العلية . ولا كيف سقطت من أعلى السلم . لا أحد يعلم شيئا
عن تلك الرعدة التى سرت في جسدها من ملمس الثعبان .
كما أنه لا أحد يعلم شيئا عن تلك الرعدة التى سرت في جسدها من ملمس الثعبان المطاطي الذي وضعته ذات يوم بنفسها في تلك الحقيبة قبل عشرين عاما .