Shakira

مجموعة قصص قصيرة نشر معظمها في جسد الثقافة مابين 2003-2005

الجمعة، ربيع الأول ١٣، ١٤٢٦

لن تعرف








لن تعرف كم ..!


© شاكي Shaki


برود








تركت ضوءا خافتا في الصالة يكفي لأن تتحاور مع لفافة تبغ مشتعلة بين شفتيها.
الساعة تجاوزت الثانية صباحا ، وأصابعها تطارد قنوات التلفاز بعصبية .
ملل .. كل شيء ممل و رتيب !
مسرحية مملة تدور على خشبة المسرح كل ليلة /// أضواء خافتة ثم يفتح الستار /// رقصات و
همهمات /// شمعات تحترق /// جارية تجلس بين يديه تطعمه قطع اللحم المشوية قطعة قطعة .. يلتهمها هو في اشتهاء دون أن يسأل نفسه ان كانت تشتهي قطع اللحم مثله !

تصفيق حاد ويسدل الستار على المشهد الأول //// استراحة ثم ينشق الستار مرة أخرى عن راهب ملتحي يذبح قربانه في تبتل /// تتخبط الذبيحة بين يدي خنجره /// رعشات خفيفة ثم تبرد !
ترتعش يدها أمام قناة فاضحة ،،،، تتأمل العاريين في ذهول ،،، نفس الأداء لكن دقة الصنعة تغلب عليهما . ماذا لو أفاق الراهب المتبتل من نومه ؟؟ هل سيذبحها مرة أخرى !
أغلقت القناة بلمسة سريعة وحاسمة وأغمضت عينيها تستجدى ملاك النوم قوسا أو حربة تقتل بهما هذا السهر. هل سأنام الليلة ؟؟

الفصل الأخير يتمدد ويتطاول أمام عينيها ، وهي تنزل الى البيت سلمة سلمة ..أرضية البيت رطبة ، ورائحة مؤامرة لم تحدد مرتكبيها بعد .. استطاعت "أم على" أن تصطادها بقطعة حلوى ..أسقط في يدها وسقطت حقيبة المدرسة من يدها .
آاااي أبعدى يدك عني ،،، لم تمنحها من الوقت ما يكفي لمذاق الحلوى في حلقها ،،، أطبقت على جسدها بيديها القاسيتين وعلى مرأى من أمها ،،، كشفت عن سوأتها ومررت عليها مشرطها الحاد بقسوة ،،،آااااه ،،، رمت منها قطعة دامية في طبق بيد أمها وتركت شحنات من الخوف والغيظ تنهمر وتنهمر ، وتنهمر .

__________________

* نُشرت قبل مدة في جسد الثقافة
__________________

© شاكي Shaki


.. في منتهى الشراسة








أمى
كم انت شرسة وغبية ..
ليلة أمس ضربتنى بقبضة يدك على بطنى ..شعرت بألم شديد ونمت مقهورا منك.
فاتنى الكثير من اللعب والأفلام في التلفزيون ..
لم أتناول عشائي ونمت جائعا مثل كلب !
وعندما صحوت علمت من الخادمة انكِ تعشيت شاورما بينما كنت نائما
كم انت نهمة!
ولا حتى تفكرين في ايقاظي !
لا احبك والآن لم أعد أطيقك وانت تطلبين منى ان ألزم غرفتى مرة أخرى.
لو كان أبي موجودا.

بنيّ
كم مرة تركت لي سريرك مهملا ، كم مرة دخلت بحذائك في غرفة نومي
كم مرة غبت عن البيت دون ان تعلمنى بوجهتك ، كم مرة عبثت بحوض الأسماك .
وكم مرة اطلقت عصافيري في فضاء الغرفة.
كم جلست أمام التلفزيون وأهملت فروضك .
كم مرة رسمت على الجدران وكم مرة ضربت اختك الصغيرة .
كم مرة اشتكى منك جارنا ، وكم مرة اتصل بي مشرف المدرسة .
كم مرة قلت ألفاظا شوارعية امام اخوتك البنات ، وكم مرة بللت فراشك مع أنك لم تعد صغيرا .
متى ستفهم أنني اريدك أن تكبر بسرعة وان تتعلم من اخطاءك بسرعة
عندما اندفعت نحوك وضربتك على بطنك آلمتنى يدي بشدة ، تمنيت انها لم تكن منى !
وعندما طلبت منك أن تلزم غرفتك كنت ارجو ان تفتح باب غرفتك وتتمرد على أوامري.
وعندما طلبت من السائق أن يحضرالشاورما التى تحبها كنت ارجو ان لا تكون قد نمت لأننى
اعرف انك تحبها.
وعندما أشعلت ضوء غرفتك وتعللت أنني أبحث عن كتاب ضاع منى ، كنت ارجو ان لا أجدك
نائما.
دنوت منك وقبلتك وأطفأت الضوء!
متى تفهم أننى امرأة "معبأة" واننى احتاجك يا صغيري كرجل يحمل عنى بعض العبء.
متى ستعرف سرّ هذه الأوراق التى تملأ أدراجى وتعكر عليّ صفو حياتى
متى ستعرف شكل فاتورة الكهرباء ....
متى ستعرف شكل فاتورة الغاز.....
متى ستعرف شكل فاتورة الهاتف والجوال ؟
متى ستعرف معنى قسط ايجار البيت الشهرى ومعنى ميزانية مقاضى البيت.
متى ستفهم همهمة الخادمة عند آخر الشهر وتململ السائق في آخر الشهر !
واتصال مشرف مدرستك في آخر الفصل !
يعنى لو كان أبوك موجودا .

* نُشرت قبل مدة في جسد الثقافة
__________________

© شاكي Shaki


الغريبة








بـ فاجعة قالت لي : "كتب وثيقة طلاقي على جذع شجرة عمرها 15 عاماً."
كنت أعرف أن هذا سيحدث ،
لكنني بـ حرقة سألتها : " لماذا الآن ؟ لماذا بعد أن طرحت الشجرة 3 ثمرات ؟"
قالت : "تعبت من الغربة ،
مؤكد أنه لم يحبني ، أهله لا يحبونني ، وحتى اشجار بيتي لم تحبني ."
هتفت بعفوية : "أنا أحبك !"
قالت لي :" فلقتني الغربة يا صديقتي ،
عندما تتزوجين ستكرهينني
أنت تحبين نبتة شيطانية تكرهها النساء ويعشقها الرجال ."
ثم في مرارة ولت وجهها عني وضحكت .


© شاكي Shaki