Shakira

مجموعة قصص قصيرة نشر معظمها في جسد الثقافة مابين 2003-2005

الثلاثاء، جمادى الأولى ٠٣، ١٤٢٧

المصعَد








- إنها المرة الحادية عشر وأنت تتصلين بمكتبنا خلال شهر يا سيدتي ، أخبرتك مرارا أن
المصعد يحتاج الى قطعة غيار .
- ومتى ستأتي مؤسستكم بقطعة الغيار ؟ الناس هنا يكابدون العناء عند صعود السلالم .
هناك سيدة مسنة تسكن في الطابق الرابع . ربما تحتاجه غدا أو بعد غد ، فهي تنزل من
شقتها مرة كل شهر لتعمل الفحوصات في المستشفى و تشتري الدواء . كما أن أماً تسكن في
الطابق الثالث ولديها طفلين توأمين تحملهما معها الى الحضانة صباحا وتعود بهما في
المساء . وهناك في الطابق الثاني خادمة تهبط يوميا بعبوة قمامة كبيرة تلقيها في الحاوية
الكبيرة في الشارع وتعود .
أخذ صبره ينفذ فقاطعها : لا اعرف إذا كان من حقك أن تعرفي أم لا . ولكن صاحب البناية لم
يسدد قيمة فاتورة قطعة الغيار بعد ، ونحن نبذل جهدنا و نتصل ببيته فيقولون أنه مسافر.
- و كم قيمة فاتورة قطعة الغيار ؟
- ولماذا تسألين؟ سألها في ضيق .
- أستطيع أن أسددها ريثما يعود صاحب البناية من السفر.
توقف مهلة عن الرد على مكالمتها ريثما يستوعب الأمر ثم قلب سماعة الهاتف إلى أذنه
الأخرى وأجاب:
- حسنا . ستكون الفاتورة عندك خلال نصف ساعة ، أستطيع إرسالها إليك مع العامل ، في
أي طابق تسكنين سيدتي ؟
- أنت رجل كريم وسيكافئك الله على ذلك .
شعر بقليل من الراحة فتنفس الصعداء وقال :
- لم تخبريني في أي طابق تسكنين .
- لن يشق على عاملكم الأمر . أنا أسكن في الطابق الأرضي !



* نُشرت قبل مدة في جسد الثقافة
__________________

© شاكي Shaki