Shakira

مجموعة قصص قصيرة نشر معظمها في جسد الثقافة مابين 2003-2005

الأحد، محرم ١١، ١٤٢٦

ست نقاط فقط



-"إنت تدري أننا الليلة على حافة عامنا
الحادي عشر ؟" سؤال لم تبحث له عن اجابة .ربما أرادت أن ترمي بحجرها في بركته
لتعكر صفو إهماله لها! وربما كانت تريد أن تضيف إلى دفتر حساباتها رقماً جديداً
.ضرب بيده على جبينه ." إلاّ والله .. كيف نسيت !" .فجأة برقتْ عينيه بوميض لذيذ
وغادر الصالة مسرعاً الى غرفة مكتبه. معقول ..! هل يدخر لها هدية مثلا ؟ كيف وقد
أخبرها أنه قد نسي ؟ذلك الوميض في عينيه يشي بشيء آخر.لتنتظر وترى !عاد وبين
أصابعه قنينة صغيرة ، وبإبتسامة وضعها في يدها وهو في طريقه إلى الحمام .



- ست نقاط فقط .



رمى فوطته على كتفه مشيرا اليها
بسبابته.


- خذيها مع عصير التفاح .

مشتْ بهدوء إلى المطبخ لـ تنفذ رغبةً لا ينبغي أن تعصاها ولو كانت على ظهر قتب.سقطت
قطرة أولى في كأس العصير ، تذكرت رعشة يديها وهي تقرأ رسائل حبيبته إليه .. أوراق
وردية فواحة تشتعل عليها كلمات الحب وذكريات اللقاءات الملتهبة .. 3 أعوام دون أن
تشعر بذك !سقطت قطرة ثانية ،لم تصدق انه هو الذي سرق مجوهراتها ، كان ممثلا بارعا
وهو يتأوه حسرة على ضياع عقودها وأقراطها وألماساتها ، عرفت ذلك من فاتورة بيع
وشراء نسيها بين أوراقه وهم ينتقلون الى البيت الجديد .قطرة ثالثة ،مثلك لا تستحق
أن تكون زوجة وأم .. لا أستطيع أن أصدق كلامك وأكذّب أمي . أنتِ طالق . روحي
لأهلك يربّونك .قطرة رابعة ،آسف يا حبيبتي مشغول جدا . أين السائق ؟ تتحسس برودة
يده بعد خروجها من غرفة العمليات . الأطباء قالوا انفجار للزائدة الدودية .
اضطروا لإجراء العملية دون تعهد من ولي الأمر !قطرة خامسة ،هذا بيتي . أدخله
وقتما أشاء وأخرج منه وقتما أشاء . وان مو عاجبك الباب يفوّت جمل. صفعة قوية
ألجمت شفتيها عن السؤال.قطرة سادسة ،لستِ بحاجة لأن أوضح لكِ ما معنى بقايا فضلات
بشرية في مسحة عنق الرحم . التهاب مزمن وقريبا ستصابين بمرض تناسلي . زوجك يتعاطى
الرجال يا هانم. فهمتِ ولا أقول أكثر ؟أضاعت العدْ ، قطرات أكثر مما ينبغي انهمرت
من القنينة ومن عينيها.عادَ من حمّامه فرحاً يترقب .


- ها .. 6 نقاط مثل ما قلت لك ؟


أجابته بإبتسامة فاترة



نعم . لكنها مرّة كالعلقم .

© شاكيShaki


زلزلة



بعد ان تقلع الطيور الى أرزاقها في هذا الحي يتجمعن ويثرثرن .. يتضاحكن ويتباكين .. يتشاكين ويتناصحن .. يتحاسدن ويتباغضن شأنهن في ذلك شأن كل نساء العالم ."يا بنات .. ترى سورة الزلزلة تطرد الضيفات الثقيلات ..!" قالت واحدة .ضحكت معهن كم من ضيفة ثقيلة في حياتها ولكن لا أثقل من أخت زوجها تنثر الكراهية في بيتها كلما حلت ...!" سورة النصر تحفظ الحبيب من عيون الحاسدات وتقيك شر الشريكة ..ترى مجربة" قالت أخرى.كيف كيف ..؟ سألت واحدة لم تتنبه من البداية. وضعت يدها على فمها كمن ضبطت متلبسة بجرم غير مشهود .ضحكات وغمزات .. " ايه سورة النصر"..!بسطت كفها وغطت به وجهها الضحوك وواصلت تكمل وصفتها المجربة وقد احتبست الأنفاس" هكذا تصكين وجهك بالسورة .. وصفة مجربة .. والله لن تقربه انثى لا من انس ولا من جان " كوب الشاي يتراقص في يدها .. بدأ القلق يحتدم في داخلها .- " ياجماعة ..خليتكم بعافية .. أروح أجهز له الغداء"همهمات ودعوات بالسلامة عادت الى بيتها دون أن تلحظ انه عاد باكرا من عمله .. اصطادها تقف عند الثلاجة باسطة كفها الأيمن تصك وجهها وتشرع في استحضار سورة النصر - احم احم .. بدري يا مدام !!انتفض جسدها وهي تغلق باب الثلاجة بقوة وتقرأ في سرها " اذا زلزلت الأرض زلزالها "

© شاكي Shaki

خروف العيد




لـ غواية .. أرأيتِ كم يسرقون الطفولة ..**

تقول أمى أن الحمى الشوكية تتربص للصغار عند عتبة الباب . لم أقتنع بشراسة هذه الحمى إلا

بعد أن اختفت "ريم" من شارعنا ولم تعد تلعب معى !يقولون أن الحمى خطفتها من بيننا ، مع أن "رنا" تقول أن حاجا سرقها وخبأها بين

أمتعته !خروف العيد يطل برأسه وكأنه يحذرنى من الخروج في هذه الساعة ولكن لابأس يا خروفي .. دقائق وأعود .. "رنا" سألتنى عن


ثوب العيد .. سأريها إياه وأعود.المصباح الوحيد في الشارع نبهنى الى شبح انسان قادم من بعيد ، لعله أبي .ركضت نحوه .. أمسكت بيده

لكن بعد فوات الأوان .. ليست في رقة يد أبي !لا فائدة . كأن معصمى سقط في قبضته . لم يقل شيئا ولم أقل شيئا . هل هذه هي الحمى

الشوكية التى نبهتنى منها أمي . لم تقل ان قبضة الحمى بهذه الضراوة . يدي تؤلمنى وأظننى خائفة. إلى أين يأخذني ؟ هذا ليس شارعنا .

انه شارع آخر وبلا مصابيح والبيوت فيه خرساء جدا . لماذا لا يتكلم هو الآخر؟ معصمي يتحرر من قبضته . أصابعه تتحسس ظهرى ثم

تجبرنى على الجلوس . لا لن أجلس على هذا السجاد القذر سيتسخ ثوب العيد. أمي ستغضب .ما هذا الشيء الذي يحاول أن يدسه بين

أصابعي ؟هل سيصيبنى بالحمى الشوكية ؟ معك حق يا خروفي !صامت لا يتكلم وأنا خائفة. هل أتوسل اليه ؟ ربما لا يفهم العربية سأبتسم

ليفهم . ابتسمت في وجهه فأبتسم لي . أريد أن أذهب للحمام . بسط كفيه ثم ضمهما قليلا وقال : بولي هنا ..! وقح ؟ قلت ذلك دون أن

يسمعنى . لا استطيع ، دعنى أذهب للحمام وأعود.أمسك بأصابعى و مررها على ذلك الشيء . كان مقززا وصلبا لكننى ابتسمت . ضغط

على أصابعى أكثر . آلمتنى أصابعى فابتسمت أكثر . هل أنت سعيدة ؟ أجل . هل سـتتركنى أذهب للحمام ؟ أفلتنى أخيرا . فتحت الباب دون

أن ألتفت خلفي . كنت أركض أركض أركض !
© شاكي Shaki

حبات العرق






صندوق الورق لم يفلح في أن يحتفظ بقنينات الماء مثلجة كما كانت عليه قبل دقائق .. ثمة أطفال صغار يتحلقون حول


المتجر المتحرك فوق الرصيف وتحت الشجرة ..دقيقة وربما دقيقتان ثم اعلنت الإشارة الحمراء بداية مهلة الراحة تحت



الشجرةحتى الشجرة لم تفلح أذرعتها المصلوبة الى الأعلى في أن تحجب اشعة الشمس ..وحتى أوراقها الهزيلة ملّت


من تبريد هواء الصيف الحار!يقترب أحدهم من نافذتي وكأنه عصفور هبط إليّ من الجنة غريب .. العصافير في هذا



الهجير تلوذ بأعشاشها !!!- موية ..؟ يسألني بتوسل مفتعل.. من علّمه هذا الخنوع في القول ؟يلتصق وجهه الطفولي



بزجاج النافذة الحار فيزداد احمرارا ..تتساقط قطرات العرق من حوله ..- بكم حبيبي ؟- واحد ريال ..كدت ادع الباقي




في يده الصغيرة..!.. تذكرت الأشقياء الذين يطفئون ظمأهم من حبات عرقه.. أشباه الجزام الذين يقتاتون من لحمه !

..!

© شاكي Shaki

تغيير شامل



تغيير شامل
عبأ جو البيت بصراخه ومضىيا الهيكادت تتعثر بصرخة ..!صرخاته مشانق تلتف حول عنقهايوما ما ستدفع بقدميها الكرسي وتنهي كل شيء..!* * * دنت من مرآتها خلعت قميصهاتأملت بقعا داكنة على ذراعيها لوحة وحشية رسمها سوطه* * * هناك وضع خاطيء يحتاج الى تغييركل شيء غير مناسبغير مناسب غير مناسب* * * كيف لم تكتشف ان مقاس حمالتها غير مناسبعشرة اعوام ولم تكتشف ذلك ..!

© شاكي Shaki

برود




تركت ضوءا خافتا في الصالة يكفي لأن تتحاور مع لفافة تبغ مشتعلة بين شفتيها.الساعة تجاوزت الثانية صباحا ، وأصابعها تطارد قنوات التلفاز بعصبية .ملل .. كل شيء ممل و رتيب !مسرحية مملة تدور على خشبة المسرح كل ليلة /// أضواء خافتة ثم يفتح الستار /// رقصات وهمهمات /// شمعات تحترق /// جارية تجلس بين يديه تطعمه قطع اللحم المشوية قطعة قطعة .. يلتهمها هو في اشتهاء دون أن يسأل نفسه ان كانت تشتهي قطع اللحم مثله !تصفيق حاد ويسدل الستار على المشهد الأول //// استراحة ثم ينشق الستار مرة أخرى عن راهب ملتحي يذبح قربانه في تبتل /// تتخبط الذبيحة بين يدي خنجره /// رعشات خفيفة ثم تبرد !ترتعش يدها أمام قناة فاضحة ،،،، تتأمل العاريين في ذهول ،،، نفس الأداء لكن دقة الصنعة تغلب عليهما . ماذا لو أفاق الراهب المتبتل من نومه ؟؟ هل سيذبحها مرة أخرى !أغلقت القناة بلمسة سريعة وحاسمة وأغمضت عينيها تستجدى ملاك النوم قوسا أو حربة تقتل بهما هذا السهر. هل سأنام الليلة ؟؟الفصل الأخير يتمدد ويتطاول أمام عينيها ، وهي تنزل الى البيت سلمة سلمة ..أرضية البيت رطبة ، ورائحة مؤامرة لم تحدد مرتكبيها بعد .. استطاعت "أم على" أن تصطادها بقطعة حلوى ..أسقط في يدها وسقطت حقيبة المدرسة من يدها .آاااي أبعدى يدك عني ،،، لم تمنحها من الوقت ما يكفي لمذاق الحلوى في حلقها ،،، أطبقت على جسدها بيديها القاسيتين وعلى مرأى من أمها ،،، كشفت عن سوأتها ومررت عليها مشرطها الحاد بقسوة ،،،آااااه ،،، رمت منها قطعة دامية في طبق بيد أمها وتركت شحنات من الخوف والغيظ تنهمر وتنهمر ، وتنهمر .

© شاكي Shaki

براءة من الحريم




أمام الشاشة يحتفلان بلعبة جديدة تليق بجهاز سوني 2 الجديد أحدهما أقصر من الآخر بشبر ، والآخر أكبر بيوم .. ربما
على هذا الأساس كان الآخر يتصرف وكأنه أعرف من صاحبه بسنة !سحب ذراع الجهاز من يد صاحبه ، وبدأ في
اختيار المعرف ليبدآ اللعب
من حافة الباب كنت ارقب أجساد الفتيات العاريات تنزلق على الشاشة ، والدهشة تتسلق على
حافة فمي كاللبلاب!يا إلهي .. ألعاب الأطفال صارت أمتع وأجرأ مما كنت أتصور ..!
ألهذا يقضيان معظم وقتهما خلف هذا الجهاز اللعين ؟واصلت طريقي الى غرفتي ومازالا يتباحثان في حكاية المعرف
الذي يناسب كل منهما !
فجأة علا صوت طفولي لأصغرهما :- " لا .. أنا ما ألعب مع الحريم." كنت أصغي لجدالهما بينما اتصفح مجلة في
انتظار أن يجف الطلاء على أظافري.لم استطع أن أكتم ضحكة مباغتة وصوته الرفيع مازال عالقا بأذني

© شاكي Shaki

انه ليس يومي


اهداء : لروح هديل التى سبقتنا الى الطمأنينة ..
نثرت بعض الماء البارد على وجهها .رمت معجون الأسنان مفتوحا وأسرعت لغرفتها . تركتالمنشفة تسقط من يدها .
تناولت تنورة سوداء وقميص أبيض وجاكيت أحمر من خزانتها.ما هذه الألوان ؟ لم تقاوم فكرة تغيير لون الجاكيت ،
أحست ان اللون لا يليق بهيبتها أمام تلميذاتها.كل شيء يشتت انتباه بنات القرية حتى ميدالية المفاتيح !ما أشد برد الطريق
وهذه العتمة والثلاث ساعات في الطريق مع سارة و زهراء!نعم هذا الجاكيت أكثر لياقة وأقل احتكاكا بدهشة
الصغيرات . أمممم. أسود غامق يحتاج لوردةبيضاء. غرستها بإهمال في عروة الجاكيت.كانت تهبط السلالم بسرعة
بسرعة لتلحق بجيمس عم شبيب .اصعب امتحان في هذه الدنيا هو أن لا تكتفي المديرة بالخط الأحمر بل ترسم معه
خطوطاطولية على جبينها وترسل من فمها رشاشات وطلقات من العيار الثقيل !لم تكد تصل لعتبة الباب حتى سمعت
عجلات الجيمس تصر على الأسفلت الذي غسله المطر .ياألله .. هذا ليس يومى !هذا أسوأ ما يمكن أن يحدث لي هذا
الصباح الداكن.أمس مطر وضباب وعتمة وجمال سائبة في الطريق ومع ذلك لم تعتقها المديرة من كام مدفعرشاش ! لن
تصدق أنها سهرت في قسم الطواريء لأن نوبة مغص كلوى اصابت شقيقتها الصغرى .اعتقد انها ستكون قد هدأت بعد
ساعة من بداية الحصة الأولى . ضغطت على رقم جوالها لتعتذر. تحفزت قليلا فسيلعلع صوتها عاليا - ابلة سناء ..انا
لم اقصد أن ن ن - اعرف يا بنتى ..الحمدلله على السلامة- لكن انا ما سافرت !نقلت الجوال الى الأذن الأخرى لتتأكد
ان هذه ابلة سناء سر كل بلاء مستطير في هذا الكون .- عارفين . لكن سارة وزهراء تعيشي انتِ. - ايش؟- جمل
بالطريق.سقطت الوردة البيضاء على الأرض.

© شاكي Shaki

الغريبة





بـ فاجعة قالت لي : "كتب وثيقة طلاقي على جذع شجرة عمرها 15 عاماً."كنت أعرف أن هذا سيحدث ، لكنني بـ حرقة سألتها : " لماذا الآن ؟ لماذا بعد أن طرحت الشجرة 3 ثمرات ؟"قالت : "تعبت من الغربة ،مؤكد أنه لم يحبني ، أهله لا يحبونني ، وحتى اشجار بيتي لم تحبني ."هتفت بعفوية : "أنا أحبك !"قالت لي :" فلقتني الغربة يا صديقتي ، عندما تتزوجين ستكرهينني أنت تحبين نبتة شيطانية تكرهها النساء ويعشقها الرجال ."ثم في مرارة ولت وجهها عني وضحكت .

© شاكي Shaki


الظل







إما الظل وإما هو فاقبليه

قبِلَته

فانكسر الظل

وبقي هو



© شاكي Shaki


مواء حاسم











ينتظرها في الصالون وحيدا كما أرادت ..عتبة أخرى وتصل اليه .. سوف تراه ويراها دون حائل ..في المرة الأولى جاءها خاطبا مع أحد أفراد عائلته اضطرت لأن تتلصص عليهما من الشرفة ياالهي .. لماذا تذكرت يوري مرقدي في (عربي أنا ) !!لعلها نظارته !! كان فائق الأناقة !!في المرة الثانية جاءت أمه .. اوصلها عند باب البيت واعتذر عن الدخول رغم إلحاح الجميع !هذه المرة سيكونا معا هو وهي لا ثالث لهما استعادت سؤاله على الجوال في الطريق : ماذا لو لم ترتاحي لي ؟؟قالت : وماذا لو لم ترتح أنت لي ؟قال : لن يحدث ، أحببت صوتكِ من قبل أن أراكِ !قالت : لا تستعجل ، كلها ساعة ونصبح معا !تسمرت للحظات على باب الصالون ، عدلت حذاءها ودخلت ، سبقها قطها اليه !مدت يدها تصافحه قالت لنفسها : يده قطعة لهيب!قال لنفسه : يدها قطعة ثلج !جلست تتأمله .. قالت لنفسها : ابتسامته قاسية كان الآخر يتحدث الى نفسه .. لماذا لا تبتسم !!كان قطها الأثير يتنقل ببصره بينهما وفجأة قفز الى حضنها حاول ان يفتت جو الصمت بينهما فقال : تحبين قطك على ما يبدو !سألته : هل تستغرب لو قلت لك ان قطي لا يرتاح الا لمن أرتاح لهم ؟؟قال مستغربا : لااا .... ثم دفن ضحكته في صدره !فيما كانت تودعه على الباب تذكرتْ انه نسي أن يلبسها أسورته التي بداخل علبة القطيفة قالت لقطها : هل تظن انه نسي ..؟- مياو مياو - تقول انه لم ينس !!- مياو - هل كان مريحا ؟- مياو مياو - اذن انت لم ترتح اليه !! بصراحة ولا أنا !

© شاكي Shaki


أعواد الملوخية




أعواد الملوخية
صامتة معظم الوقت .. وعندما ينفرج فمها الصغير ، تنبعث منه طرفة أو ضحكة رقيقة .. لم أسمعها يوما تنتقد امرأة ، أو تشتم أحدا ولا حتى كلباً .. أو على الأقل تعتب على القَدَر الذي جاءَ بها أنثى برقم 13 في قلب عائلة فقيرة !لم ألتفتْ لتعليقاتِ الأخريات حول سلوكها .. ولم أتورط في همساتهن وتلميحاتهن حول خروجها من شقتها بعد الغروب في سيارة ليموزين وعودتها إليها مع طلوع النهار !كانت تنتزع الشعر الخفيف من ساقيها أمامي وأنا ارقب هدوءها المثيركدتُ اتورط في سؤالها " لماذا أنت حريصة دائما على ان تكون ساقيك ناعمتين ..؟"لكنني تثاقلت عن السؤال !كن يتضاحكن ويتغامزن ويتحدثن " عادت تلك القـ .. بة وراحت تلك الشـر ... طة ! "كلمات تتناثر في أحاديث اعتدت عليها.. صارت أشبه بأوراق الملوخية المتناثرة فوق سماط كبير ومن حوله نساء الحي .. يوما ما سأصير عارية كعود ملوخية .. قلت ذلك في نفسي !بصراحة مع الوقت لم أعد اشعر بتلك القشعريرة التي تصيبني كلما بدأن الخوض في أعراض بعضهن !عندما عادت في العاشرة كدت أسألها : "من هذا الوسيم الذي نزلتِ من عربتهِ ..؟"تذكرت! قالت مرة بأنه خطيبها .. وقلت بيني وبين نفسي : " لا يمضي شهر حتى يتغير شكله تماما .. كأنه شخص آخر !" نمت وأنا أفكر في أن أقطف معهن عيدان الملوخية ضحوية غدٍ !!

© شاكي Shaki


مريمية






مغص فظيع يفتك بأحشائي ، فأتكوم على الصوفا بررررد وجوع ..
تمر بي وكأنك لا تراني تسعل..يختلط صوت سعالك المفتعل بأنيني حسنا ..!
رائحة المريمية تنفذ اليك/ اليّلن تستطيع تجاهل تلك الرائحة النفاذة آه..ايش فيكِ ..؟
- المغص يقتلني
- شربتِ مريمية ..!
تقرير حالة لا أكثر ..!ثم تقومُ عن مائدةٍ أوانيها مبعثرة // فارغة ...!
قبل يومين كنت تبعثرها..!



© شاكي Shaki


أخرج يا عدو الله




- اقتربي مني ..لا تخافي ....!رقدت كفه اليمنى على مفرقها وأخذت شفتاه تمتمان بشيء ما ..!يشتعل جسدها من قراءته فتنتفض .. يتوقف عن التمتمة ..- هل تشعرين بشيء ما ياابنتي؟- أجل ..نيران تضطرم في جسدي ..- أريني ! اين ..؟تشير بيدها الى رأسها الصغير ..تتحسس عنقها بأصابعها تنزلق اصابعها فوق الجسد المرتجف .. ثم تتكوم وهي تشير الى ساقيها !- هنا يا سيدي ..- لا تخافي... هذه الحرارة ناتجة عن احتراق الجني في جسدك ....!سيحترق ويموت وتشفين بإذن الله !تحدق في الغرفة الحقيرة بعينيها الخائفتين ..ترقب سيدها من خلف برقعها .. تتأمل يده الكبيرة وأظافره المتسخة ..تتنقل ببصرها بين اصابع الشيخ وأصابع سيدها ..! يا إلهي .. كالفرق بين البلورة وكومة قطن مبتلة !نظر الشيخ الى سيدها ويده ما تزال تغفو فوق رأسها المكدود !- منذ متى وهذا الصداع يأتيها ..؟ يتحسس سيدها لحيته الكثة ، ويبدأ الكلام في التطاير ما بين اسنان صفراء ورائحة .. -والله ياشيخ لا ندري ..لم نترك طبيبا مازرناه ..اخذناها الى كل الأطباء ..يقولون ان نوبات الصداع القاتلة عرضية وليست مرضية !يواصل وقد تناثر صوته في هدوء المكان ونفرت عروق رقبته ..-احيانا كالسعلوة تصرخ في منتصف الليل .. تطرد عن جفنيّ النوم .. يلتفت اليها الشيخ فتنتبه الى ان ثوبه نظيف جدا وياقته نظيفه ..في يده اليسرى منديل .. تنفذ الى انفها رائحة هادئة لم تعهدها من قبل ..- أخبريني يا ابنتي عن نوبات الصداع ...متى يأتيك ...؟يتسلل نشيجها من خلف برقعها وذراعيها معقودتان حول ساقيها المضمومتين و...-يأتيني في كل الأوقات ، لا يرحمني ، يأتيني في المباحات والمحظورات ، يأتيني صبحا وفي القيلولة ، أحيانا يوقظني من نومي ليأتيني !يفتتني ، يكويني ، يحيلني الى كومة حديد منصهرة ,, لا يعرف كيف يأتيني .. لايستأذن ولا يسلم ، لا يبتسم ولا يتكلم ..وحش لا يرحم .. لا يغتسل ولا يتطيب !!- الصداع يا ابنتي ؟؟- لا يا سيدي ..انه الجني !يصرعني ويخترقني برمح حاد لا يرحم ..مللت ..تعبت !تشير بيدها الى رأسها .. يضرب الشيخ رأسها بقبضته فتغيب عن الوعي !يعلو صوت الشيخ على صوت نشيجها الذي لا يسمعه احد والزبد الذي يخرج منها ولا يراه أحد ..- اخرج يا عدو الله ..اترك هذه المرأة فقد خرجت من ضلع أعوج لتعيش ..!اخرج لا بارك الله في رمحك ولا وتدك !اترك عنك هذه الواحة التي استحالت بك صحراء جرداء لا طير ولا غناء ولا ماء !بأي ذنب قتلت فيها الأخضر واليابس !اخرج ..!

© شاكي Shaki


لمن ستكون الليلة





لا تشبهني في شيء ، ولا شيء يجمع بينى وبينها .هي سمراء نحيلة ، وأنا بيضاء ممتلئة . شعرها أسود فاحم طويل، وشعرى بني قصير متموج.انا أحمل درجة البكالوريوس في الآداب والعلوم الإنسانية ، وهي تحمل شهادة طبية تثبت أنهابريئة من الأمراض المعدية . هي تحب الشاي الأخضر وأنا أعشق القهوة . انا أخاف من الصرصور وهي تخاف من عصاحارس البناية .أمضينا ساعتين معا في المطبخ دون أن تتفوه أحدانا بكلمة مع الأخرى !شد ما تزعجنى طريقتها وهي تمسك بالسكين لتقشير البطاطس ، لكنني لا أتدخل في طريقتها. تبدو مهتمة بترتيب مائدة العشاء كعادتها . هي دائما مهتمة بما يخص سيدها.لا ابدو مهتمة مثلها، أفكر في أمرٍ آخر. وربما هي تفكر فيه مثلي

© شاكي Shaki